القمة "مغلقة" ولبنان يغيب ووزير دولة يمثل الأردن
جانب من مباحثات خادم الحرمين والرئيس اليمني في الرياض أمس
الرياض، دمشق، عمان، بيروت: الوكالات، خالد فخيدة
بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس اليمني علي عبدالله صالح في الرياض أمس مجمل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في لبنان والعراق. وقال الرئيس صالح لدى وصوله إنه سيبحث مع أخيه خادم الحرمين الشريفين هموم الأمة العربية وقضاياها التي ستدرج على جدول أعمال قمة دمشق فضلا عن إطلاع الملك عبدالله على نتائج الجهود التي بذلتها اليمن من أجل تقريب وجهات النظر بين الأشقاء في حركتي فتح وحماس.
وفي دمشق، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن جميع جلسات القمة العربية في دمشق ستكون "مغلقة" باستثناء الجلسة الافتتاحية، لافتا إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد سيترأس اجتماعات القمة "لحظة دخوله".
وفي بيروت أعلنت الحكومة اللبنانية بعد اجتماعها أمس برئاسة فؤاد السنيورة أنها لن تشارك في القمة العربية.
أما في عمان فتقول مصادر سياسية إن وزير الدولة لشؤون الاتصال والإعلام ناصر جودة سيمثل الأردن في القمة.
إلى ذلك، قال مصدر في الوفد المصري الموجود في دمشق للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية إن الرئيس مبارك أناب وزير الخارجية أحمد أبو الغيط لتمثيل مصر في قمة دمشق التي تنعقد يومي 29 و30 مارس الجاري.
--------------------------------------------------------------------------------
بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس اليمني علي عبدالله صالح مجمل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في لبنان والعراق. كما بحث الجانبان خلال جلسة المباحثات التي عقدت في قصر خادم الحرمين بالرياض أمس آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وأكد الرئيس اليمني أن العلاقات بين المملكة واليمن تعيش أزهى أوقاتها متانة وقوة مبرزا أهمية الزيارات الأخوية بين البلدين في سبيل مواجهة التحديات والظروف التي تمر بها الأمة العربية للوقوف أمامها بمسؤولية وروح الأخوة ووحدة الموقف العربي بما يكفل تجاوزها. وعبر في تصريح لدى وصوله الرياض في زيارة للمملكة عن سعادته بهذه الزيارة، وقال "يسعدنا أن نقوم بهذه الزيارة الأخوية إلى المملكة الشقيقة والتي تأتي في إطار التشاور المستمر مع أخي خادم الحرمين الشريفين حيث تتيح لنا مثل هذه الزيارة الفرصة لبحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية ومجالات التعاون المشترك على مختلف الأصعدة. بالإضافة إلى بحث المستجدات الراهنة في المنطقة وهموم أمتنا العربية وقضاياها التي ستدرج على جدول أعمال القمة العربية التي ستعقد بعد أيام في دمشق وتنسيق جهود البلدين ودورهما من أجل رأب الصدع في العلاقات العربية العربية وبما من شأنه الخروج من تلك القمة برؤية عربية موحدة وقرارات تعالج القضايا العربية وتعزز من مسيرة التضامن والتكامل بين الأشقاء". وأضاف صالح "ما من شك فإن هناك تحديات كبيرة تواجه أمتنا العربية في الظروف الراهنة ينبغي الوقوف أمامها بمسؤولية وروح أخوية صادقة وتوحيد الموقف العربي إزاءها وبما يكفل للأمة مجابهة تلك التحديات التي تتعزز وعلى أكثر من صعيد سواء ما يجري في فلسطين أو لبنان أو العراق أو الصومال والمنطقة عموما".
وتابع "إنها لمناسبة تتاح لنا لإطلاع أخي خادم الحرمين الشريفين على نتائج الجهود التي بذلها اليمن من أجل تقريب وجهات النظر بين الأشقاء في حركتي فتح وحماس والتي أسفرت عن التوقيع على إعلان صنعاء بالموافقة على المبادرة اليمنية لرأب الصدع في الصف الوطني الفلسطيني ببنودها السبعة التي تضمنت العودة بالأوضاع إلى ما كانت عليه في غزة قبل 13 من يونيو 2007 والتقيد بما التزمت به منظمة التحرير الفلسطينية وإجراء انتخابات مبكرة رئاسية ومجلس تشريعي وثانيا أن يتم استئناف الحوار على قاعدة اتفاق القاهرة عام 2005 واتفاق مكة عام 2007 على أساس أن الشعب الفلسطيني جزء لا يتجزأ وأن السلطة الفلسطينية تكون من سلطة الرئاسة المنتخبة والبرلمان المنتخب والسلطة التنفيذية ممثلة بحكومة وحدة وطنية والالتزام بالشرعية الفلسطينية بكل مكوناتها، وثالثا التأكيد على احترام الدستور والقانون الفلسطيني والالتزام به من قبل الجميع، ورابعا إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية بحيث تتبع السلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية ولا علاقة لأي فصيل بها، وخامسا تشكيل حكومة وحدة وطنية ائتلافية تمثل فيها كل الفصائل بحسب ثقلها بالمجلس التشريعي وتكون قادرة على ممارسة مسؤولياتها كاملة، وسادسا تشكيل لجنة من خلال الجامعة العربية تتكون من الدول ذات الصلة مثل مصر والسعودية وسوريا والأردن وتعبر اليمن عن استعدادها للمشاركة إذا طلب منها وتكون مهمتها تنفيذ ما سبق وسابعا تتكون المؤسسات الفلسطينية بكل تكويناتها دون تميز فصائلي وتخضع للسلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية.
وقال الرئيس صالح "ما من شك فإن هذه المبادرة تأتي مكملة ومتواصلة مع كل تلك الجهود الخيرة التي بذلها الأشقاء سواء في مصر أو جهود أخي خادم الحرمين الشريفين والتي أسفرت عن توقيع اتفاقيتي القاهرة ومكة المكرمة والتي تنطلق جميعها من الحرص على أن يتجاوز الأشقاء في فلسطين خلافاتهم وأن يعملوا على تعزيز وحدتهم الوطنية وخدمة القضية الفلسطينية لأن المستفيد من الخلاف الفلسطيني هو إسرائيل التي تسعى إلى تكريس هذا الخلاف من أجل أن تواصل عدوانها وتستمر في فرض حصارها الجائر على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة". واختتم صالح بالتأكيد على متانة العلاقات الطيبة التي تربط المملكة باليمن، مجدد الترحيب بالاستثمارات السعودية في اليمن مشيرا إلى أنها تحظى دوما بكل الرعاية والتشجيع لما فيه خدمة المصالح المشتركة وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الشعبين الشقيقين.
وكان الرئيس اليمني قد وصل إلى الرياض أمس في زيارة للمملكة. وكان في استقباله بمطار قاعدة الرياض الجوية خادم الحرمين الشريفين الذي رحب به وبمرافقيه في المملكة. كما كان في استقباله ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وأقام خادم الحرمين الشريفين في قصره بالرياض مأدبة غداء تكريماً للرئيس اليمني والوفد المرافق له.
--------------------------------------------------------------------------------
إحالة ملفّي لبنان والعلاقات العربية - العربية إلى اجتماع وزراء الخارجية
موسى: القضايا الرئيسية ستناقش في القمة باجتماعات مغلقة
دمشق: بارعة ياغي, الوكالات
استقبل الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي وصل إلى دمشق مساء أول من أمس للتحضير للقمة العربية التي ستعقد يومي السبت والأحد المقبلين.
ولم يعط بيان رئاسي مقتضب أي إيضاحات تذكر حول فحوى المحادثات التي تركزت على القمة العربية والاجتماعات التحضيرية التي تسبقها وأهم الملفات السياسية التي ستكون مدار بحث ونقاش بين القادة العرب وفي مقدمتها الوضع في لبنان وفلسطين والعراق.
وكان موسى قد عقد صباح أمس اجتماعا مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم, وصرح بعده بأن المحادثات تركزت حول عدد من الموضوعات السياسية والترتيبات النهائية لعقد القمة.
وأكد موسى للصحفيين أنه تم الاتفاق على أن يكون التركيز في القمة على الاجتماعات المغلقة المقتصرة على عدد قليل من أعضاء الوفود المشاركة لمناقشة القضايا الرئيسية بعيدا عن الخطب والبيانات. وأوضح انه لن تكون هناك جلسات علنية في القمة غير الجلسة الافتتاحية ثم تعقد جلسات عمل مغلقة.
وردا على سؤال حول ما إذا ما كان مستوى التمثيل في القمة سيؤثر على نجاحها, قال موسى إن التمثيل حتى الآن سيكون معقولا والمشاركة العربية في القمة ستكون كاملة.
وقال موسى إن الوفود التي ستشارك بأقل من رئيس سيكون لديها تفويض رئاسي للمشاركة في المناقشات. وأكد أن قمة دمشق ستناقش الملف اللبناني انطلاقا من المبادرة العربية لحل الأزمة في لبنان سواء شارك لبنان في القمة أم لم يشارك. وأضاف في تصريح صحفي أنه سيقدم تقريرا إلى القادة العرب عن المبادرة العربية لحل الأزمة السياسية في لبنان والجهود المبذولة لتطبيقها والتطورات في هذا الشأن.
واستبعد موسى من جهة ثانية إمكانية لجوء الأكثرية النيابية في لبنان إلى انتخاب رئيس بأكثرية النصف زائدا واحدا من أعضاء المجلس النيابي.
وعلمت "الوطن" أن سوريا ستتقدم باقتراح للقمة العربية لتشكيل لجنة عربية لتصحيح الخلل في العلاقات العربية - العربية, وتضم في عضويتها السعودية, الجزائر, سوريا, اليمن ودولا عربية أخرى. كما علمت أن جدول أعمال القمة سيتألف من 22 بندا, وأن العمل جار على قدم و ساق لإقرار تلك البنود.
وكان موسى قد أعلن أمس عن تأجيل بحث موضوع العلاقات العربية - العربية إلى اجتماعات وزراء الخارجية العرب ومؤتمر القمة باعتباره موضوعا شائكا.
وفي تصريح صحفي مقتضب نوه موسى إلى أن موضوع العلاقات العربية - العربية يتضمن الخلافات بين الدول العربية الداخلية والخارجية وبخاصة الوضع في لبنان والخلافات الفلسطينية - الفلسطينية.
إلى ذلك, اعتمد المندوبون الدائمون للدول العربية الذين اجتمعوا في دمشق برئاسة مندوب سوريا الدائم في الجامعة العربية يوسف أحمد مشروع جدول أعمال القمة العربية العشرين الذي سيرفع إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب تحضيراً للقمة.
وتضمن جدول الأعمال القضية الفلسطينية وتطوراتها, والصراع العربي الإسرائيلي, ومبادرة السلام العربية, وقضية الجولان العربي السوري المحتل, والأمن القومي العربي, وتطورات الوضع في العراق, ورفض العقوبات الأمريكية أحادية الجانب المفروضة على سوريا, ودعم السلام والتنمية والوحدة في السودان, ودعم الصومال, وجزر القمر, وبلورة موقف عربي موحد لاتخاذ خطوات عملية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية, إضافة إلى قضايا العمل العربي المشترك على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأحال المندوبون قرارين إلى الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب لبحثهما في اجتماعهم غدا حول العلاقات العربية - العربية والوضع في لبنان.
واعتمد المسؤولون في المجلس الاقتصادي والاجتماعي عدداً من المشاريع المدرجة في الملف الاقتصادي كربط الدول العربية بخطوط سكك حديدية, وفتح المجال الجوي لخطوط الطيران العربية بين الدول العربية, والعمل على تحقيق الربط الكهربائي.
وكان المجتمعون قد ناقشوا المواضيع الاقتصادية المتعلقة بالتجارة والاستثمار والبنية التحتية الأساسية والنقل والبحث العلمي والبرامج والمشروعات المدرجة تحت هذه العناوين والمقدرة بنحو 256 مشروعاً.
وأكد مندوب المملكة رئيس الدورة السابقة للمجلس حسين الشويش أن الأمة العربية تنظر بأمل إلى هذه الاجتماعات وما سيتمخض عنها من نتائج تساهم في خدمة العمل العربي المشترك.
من جانبه أكد الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون الاقتصادية محمد إبراهيم التويجرى أن الملف الاقتصادي يتضمن عددا من المواضيع التي تساهم في إغناء مسيرة العمل العربي المشترك في المجال الاقتصادي ودعم الاقتصاد العربي.
وناقش المجتمعون مشروع الملف الاقتصادي والاجتماعي الذي سيعرض على الاجتماع الاقتصادي التحضيري للقمة العربية.
من جهة أخرى, علم أن الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية الدكتور أحمد جويلي سيقدم في اجتماع وزراء الاقتصاد والتجارة والمالية العرب طلباً بتجديد المشروع المتعلق بتحقيق الحد الأدنى من الأمن الغذائي العربي, من خلال توفير الدول العربية لمبلغ عشرين مليار دولار كحد أدنى تسدد على خمس سنوات.
--------------------------------------------------------------------------------
الأطراف السياسية لا تتوقع انفراجا في الأزمة
الحكومة اللبنانية تقرر مقاطعة القمة العربية في دمشق
بيروت: حسن عبدالله, الوكالات
قررت الحكومة اللبنانية رسميا أمس مقاطعة القمة العربية المقرر عقدها في دمشق يومي 29 و30 مارس الجاري. جاء ذلك خلال اجتماع للحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.
وقال السفير محمد شطح مستشار رئيس الحكومة اللبنانية, قبل الاجتماع, "نريد أن نعبر عبر تغيب لبنان عن القمة عن قلق وطني وعن رفض لبقاء لبنان من دون رئيس", رغم مرور أشهر على فراغ منصب الرئاسة.
وكان السنيورة قد أجرى سلسلة اتصالات بوزراء خارجية عرب لبحث مستجدات القمة العربية في دمشق, المقررة يومي 29و30 من الشهر الحالي, من ناحية مستوى تمثيل كل دولة ولتنسيق المواقف.
كما استقبل السنيورة أمس سفير إيران في لبنان محمد رضا شيباني، وعرض معه الأوضاع في لبنان والمنطقة والتطورات في ضوء انعقاد القمة العربية في دمشق.
من جانبها, أبدت الأطراف اللبنانية على تناقض مواقفها السياسية تشكيكا بإمكانية تحقيق أي تقدم كبير لحل الأزمة اللبنانية خلال قمة دمشق.
ورأى وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد فتفت أن رئيس مجلس النواب نبيه بري بتأخيره جلسة انتخاب رئيس الجمهورية مدة شهر يعلن أنه لا ينتظر شيئا إيجابيا من القمة العربية، وإلا لما كان من مبرر لتأجيلها أربعة أسابيع، وهذا مؤشر سلبي من وجهة نظري لما ينتظره الرئيس بري خلال الأسابيع المقبلة.
أما مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق فقد رأى أنه بعد القمة ستظهر التناقضات الداخلية إلى العلن داخل قوى فريق السلطة حول قانون الانتخاب وحول أي خطوة تصعيدية يمكن أن يقدم عليها هذا الفريق.
واعتبر النائب بطرس حرب من الأكثرية المتمثلة بقوى 14 آذار أن المبادرة العربية من أجل لبنان فشلت وما على القمة العربية إلا أن تستخلص العبر من هذا الفشل.
من جهته قال النائب عن حزب الله المعارض حسن حب الله "آمل أن تكون القمة فرصة لإعادة اللحمة العربية وحل أزمة لبنان، لكن الأمل لا يتحول بالضرورة إلى واقع".
وحده النائب إبراهيم كنعان من التيار الوطني الحر المعارض بقيادة العماد ميشال عون تخوف من انعكاس أي توافق عربي داخل القمة العربية سلبا على الوضع في لبنان.
من جانبه, قال رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في كلمة ألقاها بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية، ووزعها مكتبه الإعلامي في بيروت أمس إن القبول بالحوار تحت الضغط وضمن الشروط السورية التي يعمل البعض لفرضها على اللبنانيين.
من ناحية أخرى, استقبل مفتي الجمهورية مدير مكتب "الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني" أحمد الزايدي الذي أبلغه موافقة المشرف العام على الحملة وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود على تأمين جهاز تصوير أشعة للفكين, وتجهيز قسم الأسنان في المركز الصحي العام التابع لدار الفتوى في لبنان بأحدث أجهزة التعقيم، حيث يصبح قسم الأسنان هو الأحدث في تكنولوجيا طب الأسنان خدمة للفقراء والمحتاجين وذوي الدخل المحدود.
الأربعاء مارس 26, 2008 4:42 pm
